السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
كيف حالكم ؟لا أطول عليكم اقرو الخبر وتكفون لاتبخلون عن الرد
القنوات الموجهة إقليمياً تحرض العقل على التأمل والتفكر في حالها، فهذه قناة mbc أمريكية التوجه تستهدف الناطقين باللغة الفارسية، وتلك قناة الكوثر الإيرانية توجه خطابها للناطقين باللغة العربية، ويشرع لنا أن نتساءل: أين موقعنا من هذه المعركة الفضائية؟!
قناة mbc الفارسية التابعة لمركز تلفزيون الشرق الأوسط والتي يملكها رجل أعمال سعودي بدأت بثها في 9 يوليو 2008م، وهي متخصصة في بث الأفلام و البرامج الأمريكية المترجمة إلى اللغة الفارسية.
وقناة الكوثر الإيرانية بدأت نشاطاتها باللغة العربية منذ عام 1980م باسم قناة سحر الفضائية لمدة ساعة واحدة يومياً حتى وصلت ساعات البث إلى تسع عشرة ساعة يومياً، وهي قناة ثقافية دينية ولها عناية بالأخبار والقضايا السياسية، وتخصصت قناة الكوثر -من بين القنوات الشيعية- في بث الدراما الإيرانية وتصاحبها ترجمة عربية مكتوبة، ومن برامجها المتعلقة بإيران: " إيران في دائرة الضوء" وذكرت القناة في موقعها الإلكتروني أن هذا البرامج عبارة عن " تجوال أسبوعي مباشر في أهم الإنجازات على صعيد الجمهورية الإسلامية في إيران بكافة قطاعاتها: الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتربوية، ويعكس بملء فم آراء المسؤولين الإيرانيين وعلى أعلى المستويات حول آلياتهم وأجندتهم في تلك المجالات ليضعوا حصيلة أعمالهم في دائرة الضوء".
ولم أذكر قناة العالم الإيرانية -والتي تعمل على تحسين الصورة الإيرانية، ودعم مواقفها السياسية- باعتبارها قناة إخبارية تفتقر إلى التنوع في برامجها، فقناة العالم تستحق المقارنة بقناة العربية.
فقناة الكوثر والعالم هما استهداف إيراني صريح للعرب، ومحاولة لتمرير الرؤية الإيرانية وإقناع الجمهور العربي بها، ووسيلة ضغط على الحكومات العربية من خلال كشف بعض الأوراق ضدها كما تفعل قناة العالم مع المعارضين للحكومات العربية –مثلاً-.
فإيران عندما تنشر ثقافتها وحضارتها من خلال بث برامج ثقافية وسياسية وأعمال درامية فهي تهدف إلى تذليل العقبات أما العقول العربية، وإقناعهم بقوة ومتانة وعمق الحضارة الفارسية، وليس المجال هنا لتقييم قوة أو ضعف هذه الحضارة أو تلك، فنحن في مقام مقارنة بين حرب إيرانية أمريكية، وبسلاح الأقمار العربية.
المراقب يتفهم الدور الإيراني في توجيه رسالتها باللغة العربية ، لأن لها مصالح وأهدافاً قومية، أما الذي لا يمكن أن نتفهمه أن تتحمل الشعوب العربية غرم الرسالة الأمريكية، وللشعب الأمريكي غنمها.
تدافع قناة mbc الفارسية عن الحضارة الأمريكية من خلال إيصال رسائل عديدة تضمنتها الأفلام والبرامج الأمريكية ، وكانت الأمنية أن تصبح قناة mbc الفارسية بحجم التحدي، وتستغل الإمكانات القوية، لتبث برامج ثقافية ودينية وأعمال درامية محافظة تبين الرؤية السنية،فالمشروع الشيعي لا يمكن مواجهة إلا بمشروع فكري رباني معتدل،فكنا نأمل في إدارة القناة أن يكونوا حلقة وصل بين الحضارة الإسلامية العربية، وبين الحضارة الفارسية، وأن تساهم في حل مشكلات أهل السنة في إيران، ولعل إدارة القناة لها وجهة نظر مغايرة، فربما أضحى المشروع الأمريكي وحل المشكلات الأمريكية أهم من غيرهم هناك!
فإن خيبت آمالنا هذه القناة أو تلك، فلن نعدم من إيجاد قنوات تمول من حكومات عربية أو رجال أعمال عرب ومسلمين يوصلوا الرسالة السنية بصورتها الصحيحة، وإن وجدت محاولات قليلة فإنها لا ترقى إلى مستوى التبني الإيراني الحكومي لتلك القنوات.
دعونا نعكس الصورة -قليلاً - فماذا لو أطلقت إيران قناة إسرائيلية وترجمتها للعربية، فما موقف المثقفين والسياسيين تجاهها؟! سنعلن أنها قناة ماسونية صهيونية تهدف إلى تدمير الشباب العربي وتساهم في تعطيل التنمية والتقدم، وتسعى لاستقطاب بعض العقول أو تحييد عقول أخرى، هذه التهم التي قد نوجهها لإيران هي ذاتها ما ينظر لها السياسي والمثقف الإيراني .
--------------------------------------------------------------------------------
مع تحيات : أميرة الحب